ربما حددت لنفسك هدفا من قبل، قبل حتى ان تقرأ هذا المقال، وكنت متحمسا جدا لتحقيقه، وكانت الامور تسير على ما يرام في البداية، لكنك و يا للأسف بدون سابق انذار وجدت نفسك متوقفا وعالقا، ولا تستطيع المضي قدما، ببساطة اصطدمت بحائط الفشل ونقص التحفيز، ولم تصدق انك مند وقت قصير فقط كنت متقد الحماس مستعدا للعمل 10 ساعات كل يوم من اجل هدفك، حسنا هذا يحدث مع الكثير وليس فقط معك، ماذا ان قلت لك ان ذلك بسبب بدايتك المتهورة وغير المخطط لها.
لكن هناك حل دائما، والحل هنا ان تبني بداية قوية و متينة لكي لا تسقط بسهولة.
ملاحظة(لا يشترط ان تبدأ من جديد اذا كنت قد قطعت بالفعل شوطا للوصول الى هدفك، ابدا من حيث توقفت، ولكن اجعلها بداية قوية و جديدة، كما سترى في هذا المقال)
واليك ثلاث مفاتيح لفعل ذلك:
1.تحديد الاهداف الذكية"S.M.A.R.T GOALS"
2.اربطها جيدا ب"لماذا"
3.اضبط الجدول الزمني الخاص بك
 |
| 3 مفاتيح لتحديد الاهداف وتحقيقها |
1: تحديد الاهداف "S.M.A.R.T Goals":
لتحديد الاهداف بطريقة صحيحة، عليك اتباع طريقة "S.M.A.R.T Goals" او الاهداف الذكية، فهذه ستكون بوصلتك التي ستقودك الى النجاح.
يشبه الامر نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)، فان اخطأت في تحديد المكان بدقة فلن تصل اليه، وكذلك بالنسبة الى اهدافك، فخذ وقتك لصياغة وكتابة أهدافك بطريقة صحيحة، وهذه اول خطوة لك في طريق النجاح.
وباختصار فطريقة الأهداف الذكية تقول انه لتحديد هدف ما بطريقة صحيحة فيجب ان يكون: محدد، وقابل للقياس، وقابل للتحقيق، وذو صلة، ومحدد بوقت.
- محدد:Specific
و يعني ذلك ان على هدفك ان يحدَّدَ باكبر قدر من التفاصيل، وان يكون مكتوبا بدقة و وضوح، وان تجيب على اكبر قدر من الاسئلة حول هذا الهدف
من؟
متى؟
ماذا؟
اين؟
كيف؟
لماذا؟
- قابل للقياس:Measurable
يجب ان تضع معايير محددة لقياس هدفك، بحيث تتمكن من تتبع تقدمك في هذا الهدف، وتعرف متى يكون هدفك قد تحقق، ولتبقى ايضا متحمسا دائما كلما اقتربت من تحقيقه، لذا عليك ان تسأل نفسك هذه الاسئلة:
كيف يمكنني قياس تقدمي في الهدف؟
كيف سأعرف ان هدفي انتهى وانني حققته؟
كم الثمن الذي...؟
كم العدد الذي...؟
بعد الاجابة عن هذه الأسئلة ستجمع تفاصيل اكثر حول هدفك، ستعرف الطريقة التي ستتتبع بها تقدمك نحو هدفك، وستمضي قدما دائما.
- واقعي وقابل للتحقيق:Attainable
يجب عليك دائما ان تتاكد من ان هدفك واقعي وقابل للتحقيق، وليس شيئا مبالغا فيه لدرجة الوهم، الى جانب ذلك يجب ان يكون ايضا هدفا يدفعك الى اقصى حدودك، يدفعك لاستعمال اقصى طاقاتك، لكن لا تزال قادرا على الحصول عليه.
- ذو صلة:Relevant
يجب على هدفك ان يكون مرتبطا بواقعك، ان تكون فعلا ترغب فيه وبحاجة اليه، وان تكون قادرا على تخصيص الوقت والجهد الكافيين له، وان يكون مهما بالنسبة اليك، فهذا امر مهم جدا، فان لم يكن كذلك فسرعان ما ستفقد التحفيز للمواصلة وستتوقف، ويكون مجرد اهتمام عابر آخر لا اقل ولا اكثر، يجب ان تسأل نفسك:
هل يرتبط هذا الهدف بخططي الشاملة، سواء قصيرة الأجل او طويلة الأجل؟
هل سيحدث هذا الهدف تغييرا او اي فرق ايجابي بالنسبة لي او للاخرين؟
هل يتوافق هذا الهدف مع قيمي ومبادئي؟
- محدد بوقت:Time-centered
يجب عليك تحديد اطار زمني معين لهدفك(شهرين، 6 اشهر، عام، عامين..)، وأيضاً يجب ان تضع مهاما وجداول زمنية قابلة للتتبع والتنفيذ، وهذا سيجعلك ترغم نفسك وتحملها المسئولية للقيام بالعمل على هدفك داخل الاطار الذي حددته، وسيجنبك ذلك التسويف ويجعلك مصمما على انهاء المهام في الوقت المحدد.
ملاحظة:(يمكنك دائما ان تكون مرنا، ليس معنى تاخرك عن مهمتك لدقائق اوحتى ساعات انك فشلت، يمكنك دائما التعويض)
ولفعل ذلك اسأل نفسك هذه الأسئلة:
متى سأكمل هدفي؟
هل أنا ملتزم باستثمار الوقت الكافي للعمل عل هدفي؟
أمثلة لاهداف ذكية:
✓ انا سادرس مادة التاريخ المحور الرابع (15صفحة)من الساعة 16:00 الى الساعة 18:00.
✓ انا سأخسر 10كيلو في 3 شهور.
✓انا اريد ان احفظ سورة يوسف في شهر بمعدل 10 آيات يوميا من الساعة7:00 الى 8:00.
2: ربط الاهداف ب "لماذا" او السبب:
يقول جيم رون "كلما كانت "لماذا" أكبر ، كانت كلمة "كيف" أسهل"
اذا سالتك الآن "ما الذي تلتزم بفعله ؟"
فلربما تكون الاجابة سهلة جدا ، وستقول انا التزم بتحقيق هدف ما او عمل ما، فلدى الكثيرين فهم واضح لاهدافهم، مثل انهم يريدون بناء عملهم الخاص، او التمتع بصحة جيدة، اوبناء علاقات جيدة، ومع ماذكرناه سابقا يكون الامر اكثر وضوحا وتفصيلا بكثير.
لكن اذا سألتك "لماذا تلتزم بفعل هذا، او لماذا تريد فعل ذلك؟"
فغالبا ما تكون الاجابة سطحية جدا وغير مرتبطة ارتباطا عاطفيا عميقا بدوافعك الاساسية.
تحديد الاهداف وحده غير كاف لتحقيقها، فلا بد من تلك "لماذا" الكبيرة والمرتبطة بدوافعك الاساسية، اذا لم تفهم هذه الجملة فلا تقلق ستفهم مع الامثلة بعد قرائتك لهذه المقالة.
يقول سايمون سينك، وهو احد المفكرين الكبار في كتابه"ابدأ ب "لماذا":كيف يلهم القادة العظماء الناس للعمل"
«يعرف الجميع ما يفعلونه بنسبة٪100، يعرف البعض كيف يفعلون ذلك، لكن القليل من يعرف سبب قيامه بما يفعله»
ان معرفة السبب الخاص بك هو مفتاح للبقاء صامدا لتحقيقه، فمراكز التحفيز في عقلك تحفز بمعرفتك لسبب الهدف وليس بتحديد الهدف فقط.
ان السبب او "لماذا" الخاص بك يعطي معنى لكل ماتفعله، فالرضا بالذات يأتي من توافق رغبتك واسبابك العميقة بما تفعله، فلا يكفي ان تكون ناجحا من الخارج فقط دون الرضا عن ذاتك.
"لماذا" الخاصة بك تلعب دور المرشد والموجه، فتعطيك اتجاها واضحا لاين ستذهب في حياتك، وستساعك في اتخاذ القرارات الصغيرة والكبيرة في حياتك.
لماذا الخاصة بك تلعب دور المحفز في الحياة، فلا بد انك يوما ما ستفشل، وستظهر الانتكاسات والعقبات، لكن عندما تكون لديك لماذا الخاصة، فكانك تخرج سلاحك السري في هذه الاوقات، فسيمثل ذلك دافعك للاستمرار، وعدم الاستسلام.
لذا فمن المهم جدا الى جانب تحديد الاهداف ان تحدد "لماذا" او السبب الخاص بك ايضا.
لكنني قلت لك في البداية انه في الغالب يجيب الأشخاص عن السبب او" لماذا" الخاصة بهم بشكل سطحي، وغير مرتبط بدوافعهم الاساسية، اذن قد تسألني كيف لي ان احدد سببا عميقا، ومرتبطا بدوافعي الاساسية، وان يكون غير سطحي؟
الامر سهل جدا، ما عليك سوى ان تجيب عن السؤال "لماذا هذا مهم بالنسبة لي؟" 5 او 6 مرات، لم تفهم الأمر بعد صحيح، اليك هذا المثال:
لنفترض اني سالت احدهم " ماالذي تلتزم بفعله، او ماهو هدفك؟"
يجيبني"ان أخسر 15كيلو من الوزن في ستة أشهر"
ثم سألته مرة اخرى"لماذا هذا مهم بالنسبة لك؟"
اجابني"حتى اشعر انني بحال افضل"
ثم سألت"لماذا هذا مهم بالنسبة لك"
اجاب"كما تعلم، لاكون بصحة جيدة"
وسألته مرة اخرى" لماذا هذا مهم بالنسبة لك؟"
واجاب"احتاج ان اكون اكثر نشاطا للاعتناء باطفالي الى
جانب عملي"
ثم سألته" لماذا هذا الامر مهم بالنسبة لك؟"
واجاب" لان والدي توفي عندما كنت في 15 من العمر، وقد عشنا حياة فقيرة لانه لم يكن بوسعه العمل والاعتناء بنا لانه كان مريضا، ومات بسبب ذلك"
وها نحن ذا وصلنا الى السبب العميق والغير السطحي.
اذن هذا الشخص لم يكن سببه لاختيار ذلك الهدف هو الحصول على جسم رشيق، بل التمتع بصحة جيدة للتمكن من الاعتناء باطفاله وتوفير حياة جيدة لهم، والتي لم يستطع هو الحصول عليها.
يمكن ان يستغرق معك الامر 4 او 5 او حتى 6 محاولات من سؤال نفسك لذاك السؤال للوصول الى السبب العميق والاساسي المحفز لك.
ولايشترط طبعا ان تصل الى مثل هذه النتيجة العاطفية جدا ان لم تكن موجودة فعلا، يكفي ان تصل فعلا الى سبب قوي جداً، جدا، جدا.
ويمكنك ان تطبق هذه الطريقة على اي هدف، وفي اي مجال، لتضمن الاستمرارية والتحفيز وكل الامور الاخرى للوصول الى هدفك.
3: جدولة كل شيء:
 |
| جدول كل شيء |
بعد تحديد الاهداف الذكية الخاصة بك، و"لماذا" الخاصة بك، يأتي الدور على التخطيط وجدولة كل شيء تريد القيام به، قسم هدفك الى مهام يومية او شهرية او سنوية، كل حسب هدفه، وأدرج هذه المهام في التقويم الخاص بك.
ان التقويم الخاص بك هو المكان الذي ستضع فيه كل شيء، أولوياتك ومهامك مع تحديد الوقت المناسب لكل مهمة، اذا لم تدرج مهامك في التقويم فهناك فرصة كبيرة للغاية لتتشتت عن أهدافك في عالمنا المليء بالمشتتات.
وانا لا اقصد بالتقويم تقويم جوجل فقط، يمكنك استعمال اي تطبيق تريد، او حتى ورقة، المهم ان تكون مهامك امامك، توجهك في يومك، ومحددة بوقت لانجازها، هذا سيمثل ما هو مهم فعلا بالنسبة اليك.
في المرة القادمة التي تريد فيها تحديد هدف ما وتحقيقه، لا تنسى المفاتيح الثلاث للبدء :
- حدد الهدف بطريقة صحيحة"S.M.A.R.T Goals"
- حدد"لماذا" الخاصة بك
- جدول كل شيء
تعليقات
إرسال تعليق