القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا أنت كسول؟ وكيف تتخلص من الكسل بسهولة بخمسة حلول متبتة

 

غالبا ما نميل الى التركيز على السلوكيات السلبية في حياتنا أكثر بكثير مما نفعل مع السلوكيات الإيجابية، نقول بأننا فوضويون، لكننا لا نقول اننا طيبون، نقول أننا أغبباء، لكن لا نقول أننا نتصرف بذكاء معظم الوقت في أشياء أخرى كثيرة، ونقول أننا كسالى، لكن لا نقول أننا ننهي بعض الامور أحيانا...


 نركز دائما على السلبيات أكثر من الإيجابيات، لكن هذه ليست الملاحظة الأهم، لكن الاهم من ذلك اننا نعرف أنفسنا بهذه الصفات(فوضويون، أغبياء، كسالى...)، لكن في الحقيقة هذه ليست سمات شخصية لنعرف أنفسنا بها، إنها عادات تكونت واستمرت معنا لسبب ما.

 

لماذا أنت كسول؟وكيف تتخلص من الكسل بسهولة بخمسة حلول متبتة
لماذا أنت كسول؟ وكيف تتخلص من الكسل بسهولة؟

 الكسل مثلا، عندما تعرف نفسك على أنك كسول، فمن السهل ان تكون كسولا فعلا، بل وان تشعر بالراحة لذلك، واذا ما حدث ذلك، فمن السهل ان تقول انه ليس خطأك انك لم تحقق أهدافك، اوتلتزم بنظامك الغدائي، واذا كنت كسولا  فعلا كما تدعي فلا ينبغي لك ان تحاول التغيير، او ان تحاول فعل أي شيء آخر، ببساطة لانك كسول، لكن انت لست كسولا وهذه هي الحقيقة، لكنك بنيت عادة الكسل، انت لديك القدرة على تحقيق أهدافك، او خلق تغيير في حياتك...

 

 لكن ربما تسألني الآن "هل سيشكل عدم تعريفي لنفسي على اني كسول فرقا ؟ ففي النهاية كل ذلك كسل في كسل سواء كان عادة أو سمة شخصية" لا ياصديقي العادة يمكن تغييرها بسهولة وبناء عادة أفضل مكانها وهذا هو الفرق الذي سيغير نظرتك تماما الى الكسل، حين تعرف وتوقن بأنها عادة، ستحاول تغييرها، لكن اولا ما سبب تشكل هذه العادة ياترى دون حتى ان ندري بوجودها؟




1-التخويف:


من الطبيعي جدا انك عندما تنظر الى جبل شاهق لن تشعر بالرغبة في تسلقه، وهذا ما يحدث لك بالضبط في حياتك، فعندما تنظر الى ساعات او حتى ايام من العمل الشاق التي بينك وبين اهدافك وطموحاتك ونجاحك، تقول لنفسك انك لن تستطيع فعل ذلك ابدا، فلماذا تكلف نفسك عناء محاولة تسلق الجبل ان كنت لن تصل الى القمة اصلا؟


ان الشعور بالخوف من هذه المهمة الكبيرة التي تنتظرك، يجعلك تتجنبها من الاساس، وتتبنى عادات كسولة لفعل ذلك، ففكرة المذاكرة لمدة اربع ساعات، تخيف العقل وبالتالي سيتجنبها بسهولة ليتجنب الارهاق، ويحمي نفسه من الفشل.


وهذا التجنب المستمر لفعل الامور التي يجب عليك فعلها، يتم من خلال بنائك لعادات كسولة مثل التسويف والمماطلة، والنتيجة انك تضع فقط بعض المسكنات على هذا الترهيب بعاداتك هذه، وتتجنب فعل الامور التي عليك فعلها، وهذا من أكبر أسباب الكسل، او بالاحرى بناء عادات الكسل.


الحل:


اجعل مهامك اسهل قدر الامكان، او بطريقة أخرى اجعلها قابلة للبدء بأقل ارادة ممكنة، فبدل اختيار مهمة كالمذاكرة لمدة أربع ساعات، او الجري ل10 كيلومترات، اجعل مهمتك هي المذاكرة لمدة 25 دقيقة، وارتداء الحذاء الرياضي والخروج من المنزل، اترى كم يبدو الامر سهلا جدا، ان ارتداء حذائك والخروج فقط لا تعتبر مهمة صعبة جدا، وبالتالي فعقلك لن يقاومك، لانه لن يخشى شيئا، وستحتاج قوة ارادة أقل لفعل ذلك، وصدقني عندما تلبس حذائك وتخرج، ستكسر هاجز البداية، وستمارس عادة الجري، وستجري لكيلومترات عديدة، يشبه الامر خداع العقل واخباره بأن الجبل ليس الا تلة صغيرة او سهلا على الارجح، وهذا الامر سيمنع بناء عادات الكسل كالتسويف والمماطلة والاستسلام المبكر.


والخطوة الثانية في الحل هي تحديد أهدافك ومهامك وجعلها واضحة قدر الامكان، بدلا من وضع جبل امامك وقولك بأنك "ستدرس غدا"، ضع هدفك ومهمتك بشكل صحيح وحدد الفصول التي ستدرسها والمادة التي ستدرسها، وايضا الوقت الذي ستقصيه في دراسة هذه الفصول، فوجود هدف غامض يولد الكسل، لانك لن تشعر بطعم الفوز او الخسارة، لانه هدف لا يمكن تقييمه، فكيف ستعرف انك درست بما يكفي وحققت هدفك، يكون الامر كأنك حددت هدفا الفشل فيه محقق فكيف ستحاول البدء فيه أصلا.


 لكن اياك ان تنسى الخطوة الأولى في الحل، اجعل البداية سهلة قدر الامكان في اي عمل تقوم به، فتصير تركيبة مهمتك كالتالي"سأدرس غدا مادة التاريخ المحور الرابع (الفصل الاول)لمدة 25 دقيقة" وهذا سيجعل الهدف سهل البدء واضحا ، وليس جبلا لن تفكر حتى في صعوده.

 

 راجع مقال تحديد الاهداف وتحقيقها لتوضيح أكثر




2-نقص المعرفة:


نحن البشر بطبعنا نكره الأشياء المجهولة، والتي لا نعرف عنها شيئا، لاننا ببساطة لا نستطيع السيطرة عليها، نحن نحب ان نعرف ما نفعله ومتى نفعله، لذلك نستاء جدا من تغير الخطط، او التغيرات في اللحظات الأخيرة، لذلك نميل الى تجنب الأشياء التي لا نعرف عنها شيئا، ونصبح كسالى.


اذا كنت تشعر بالكسل، ولا تستطيع القيام بعملك، فإما انك لا تحب عملك، او انك لا تفهمه، انت بحاجة الى نزع ذلك الخوف من طرح الاسئلة، والبدء بالتعرف جيدا على الأشياء التي تفعلها او تريد فعلها، اذا كنت تجهلها.


قاوم عادتك الكسولة وابدأ بجمع المعلومات حول ما تريد فعله.

فكر في الامر مليا، اذا كنت تتجنب وتماطل للقيام بعمل رغم انك تحبه، ففي الغالب انت لا تعرف أين انت ذاهب في ذلك العمل، او كيف تريد ان تصبح في ذلك العمل، او كيف تصل الى ماتريد من ذلك العمل، وبالتالي فمن الطبيعي الا تتوجه لذلك العمل وستتكاسل عن ذلك العمل.


الحل:


عندما نعرف أسباب الكسل فمن السهل ان نجد حلا له، وهذا السبب ليس مختلفا، فحله موجود وسهل أيضاً.


قد يكون الحل الاول لهذه المشكلة مشابها لحل المشكلة الاولى، يمكنك ان تلجأ هنا ايضا الى تقسيم المهام لتسهل ادارتها وبالتالي ستصبح لديك المعرفة الكافية عن كيفية ادارة مهامك ووقت القيام وكيفية القيام بها، ستصبح مطلعا، وبالتالي فمن السهل ان تضع الكسل جانبا هذه المرة، اجلس مع ورقة وقلم وابدأ في التخطيط للاسبوع المقبل او الشهر المقبل، مالذي يجب عليك فعله غدا لتقترب أكثر من هدفك؟ وكيف ستفعل ذلك؟ اجمع كل المعرفة المطلوبة للبدء.


واذا احتجت الى معرفة أكثر بهدفك لتستطيع وضع الخطوات المناسبة للوصول اليه، فلا تخجل من طلب المساعدة، اسأل اي شخص تظن ان بامكانه المساعدة، او اذهب الى جوجل.



3-الاحتياجات المعلقة:


إننا نلجأ الى الكسل او الى تبني عادة الكسل نتيجة لعدم تلبية حاجيات أخرى، فمثلا عندما نكون منهكين جسديا او عاطفيا نلجأ الى تبني عادات الكسل لصرف الانتباه عن القضية الحقيقة، فعندما نصاب بصدمة عاطفية، او نكون غير راضين عن أنفسنا في شيء ما كعلاقة مثلا، فاننا نميل الى التغطية على ذلك الامر بالكسل، فبدلا من معالجة القضية الحقيقة فمن السهل القول بأننا كسالى ونتغاظى عن الامر بسهولة.


فقد يكون تكاسلك عن التمارين الرياضية نتيجة لاحساس متدني بقيمتك الذاتية، هذا الوعي الذي لا تريد الاعتراف به، وقد يكون التكاسل عن العمل نتيجة لعدم حبك لهذا العمل، لكنك مرة أخرى تلجأ للكسل للتغاظي عن المشكلة الرئيسية ومعالجتها...


الحل:


الحل هو ان تجلس مع نفسك وتحاول معرفة احتياجاتك المعلقة، احتياجاتك الحقيقية، هل انت كسول فعلا ام انك فقط بحاجة لتغيير عملك، هل انت كسول حقا ام انك بحاجة لزيادة وعيك بنفسك لممارسة الرياضة، هل انت مكتئب، هل تشعر بالوحدة...، اجلس مع نفسك وحدثها بما تحتاجه حقا، اعترف بالاشياء التي تخشاها وتستعمل الكسل غطاء لها، في الكثير من الاحيان ستجد انك بالفعل تعلم المشكلة الحقيقية، لكنك تخشى الاعتراف بها فقط، وبقدر ما سيبدو لك ذلك مخيفا في البداية فانك ستجد الامر مريحا عند القيام به.


وعند معرفتك لهذه الاحتياجات ابدأ بالبحث عن حلول لها، لن تكون الحلول سهلة طبعا كاللجوء لعادات الكسل، لكنها ستكون حلولا دائمة، خذها فقط خطوة خطوة في كل مرة.



4-عدم وجود الحافز:



ان عدم وجود الحافز للقيام بما تريد القيام به بلا شك احد أكبر أسباب الكسل، فرغبتك في فعل شيء فقط لان الآخرين يفعلونه، اسأل نفسك دائما لماذا تفعل ما تفعله، وان لم تجد إجابة فاعلم انك لا تمتلك التحفيز للقيام به، وانما جائك من الخارج، من أفعال الآخرين من أوامرهم وترشيحاتهم التي قد لا تكون انت مهتما بها أساسا، اسأل نفسك هل تريد حقا المهنة التي انت فيها الآن او تسعى اليها في المستقبل، هل تريد فعلا ان تصبح...


ان حالة الكسل التي انت فيها ربما تكون ناتجة عن نقص في التحفيز، ربما تفتقد المعنى لما تفعله اصلا، ولا تعلم لماذا تفعله، دائما اسأل نفسك لماذا افعل ماأفعله الآن وجد حافزك، لا تكن مرآة للآخرين وتعامل مع اختيارتك وقراراتك بمفردك، طبعا يمكنك أخذ النصائح دائما من الآخرين، لكنك لست مطالبا بتطبيقها ما دمت تراها غير مناسبة لك.



الحل:


اسأل نفسك عن كل شيء وحين اقول كل فأنا اعني حقا كل شيء، اسأل نفسك لماذا تريد انقاص وزنك؟لماذا لست سعيدا بجسمك حاليا؟ لماذا تريد ان تمتلك مالا كثيرا؟ لماذا تريد هذه الوظيفة؟...


حاول ان تتخيل قيامك بمهامك،اغمض عينيك وتخيل نفسك تنهي المهمة وتكافئ نفسك، اشعر بمتعة الانتهاء والنصر، ضع طريق مهمتك في مخيلتك ثم انهض وابدأ بها حالا.


ومجددا أنصحك بقراءة مقال تحديد الاهداف وتحقيقها لانه مهم جدا.


5-الكسل يولد الكسل:


الأمر لا يتعلق باليوم فقط. أنت لا تقوم فقط بتأجيل المنبه ثم تنضم مجددًا إلى تدفق اليوم دون مشكلة. أنت لا تتخطى التمرين وبعد ذلك يكون لديك بطريقة سحرية الطاقة والعقلية لمواجهة التحديات الأخرى. 


اذا ما نظرنا للامور الكسولة التي نفعلها في يومنا نجد أن تأثيرها يمتد طيلة اليوم او حتى للايام المقبلة، فضغطك عل زر الغفوة في الصباح وتأجيل الاستيقاظ، وتأجيلك لتمارينك الرياضية لن يجعلك تمضي في يومك دون أي مشكلة، ولن يترك لك نفس العقلية والطاقة لمواجهة التحديات الاخرى في يومك.


ان السبب الذي يجعلنا نعرف الكسل على انه سمة شخصية هو اننا نقوم بتكرار الافعال الكسولة دائما، فغالبا مانضغط على زر الغفوة عشرات المرات، ونعيد الأمر طيلة الأيام، ونأكل الوجبات السريعة مرات عدة في اليوم، ونعيد الأمر طيلة الأيام الخرى، ونقود السيارة الى العمل بدل السير...


وأفعالنا الكسولة هذه في الغالب تكون مرتبطة ببعض سواء عن وعي، فتأجيلك لموعد الاستيقاظ بزر الغفوة ذاك، سيجعلك تتأخر عن عملك، وبالتالي تقوم بشيء كسول آخر وهو تناول الوجبات السريعة، وتتبعه بشيء كسول آخر، الذهاب للعمل بالسيارة وهكذا...، او عن غير وعي لانك فشلت في بداية يومك فلماذا تهتم بعد الآن؟ انت ستجعل الغد أفضل على الأقل هذا ما ستقوله لنفسك.


الحل:


توقف عن تعريف نفسك على انك كسول، وانظر لكل عادة كسولة على انها خيار يمكن رفضه وليس سمة شخصية، وبالمثل اختر القيام بعادات غير كسولة، كل ذلك يعتمد على خياراتك فقط.


اختر ان تنام جيدا وتستيقظ باكرا دون الضغط على زر الغفوة، اختر القيام بتمارينك الرياضية صباحا، لكي لا تتجنبها لاحقا، ابدأ باضافات عادات الانتاجية الى روتينك اليومي.


ابدأ يومك بقرارات جيدة، من خلال اتخاذك لقرار الاستيقاظ باكرا وممارسة الرياضة، ابدأ بمهامك فور استيقاظك، وابدأ بالاصعب فيها، والتي تخاف منها أكثر، انجزها وانتقال الى المهام التي تحبها أكثر، والتي لن تحتاج منك تركيزا كبيرا او طاقة وارادة وانضباطا كبيرا، لانك تحبها وتستمع بفعلها.


وبعد انتهائك من مهامك ويومك الناجح كافئ نفسك في المساء مباشرة بعد الانتهاء، اخرج وخذ نزهة مع أصدقائك، او اقض وقتا على هاتفك، او شاهد فيلما تحبه، كافئ نفسك بأي شيء فوري تحبه.




اعلم بانك لست كسولا، وانك تقوم باتخاذ قرارات كسولة فقط، وبذلك انزلقت الى عادات كسولة تمنعك من القيام بما تريد القيام به، اثبت العكس لنفسك اليوم وغدا وبعد غد، ادرك انك لست كسولا وان هذه عادات كسولة فقط ويمكنك كسرها وتغييرها، لا تجعل الكسل غطاء وعذرا بعد اليوم، قم بتطبيق الحلول التي أشرنا اليها في هذا المقال، واحصل على معلومات أكثر حول بناء العادات الجيدة والتخلص من العادات السيئة بالطريقة الصحيحة.


تعرفت في هذا المقال عن أسباب الكسل وكيف تتخلص من الكسل، او من كل سبب على حدة، مهما كان سؤالك" كيف اتخلص من الكسل؟" او" كيف اتخلص من التكاسل في العمل" او التخلص من الكسل بشكل عام فأظن انني قد أجبت عليه، ولم يتبقى الا ان تقوم بدورك انت وتبذل بعض الجهد، وتبدأ بالقيام ببعض التغييرات، وانشاء الله ستصل الى التوفيق والنجاح، اليوم لديك الخيار والقرار لتكون انت أيضا منتجا وتتخلى عن فكرة انك كسول.



                                                         بالتوفيق.





 

تعليقات

محتويات المقال